منتدى متوسطة الشهيد محمد بن غربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نبدة عن فناني الفن التشكيلي

اذهب الى الأسفل

نبدة عن فناني الفن التشكيلي Empty نبدة عن فناني الفن التشكيلي

مُساهمة من طرف saber الخميس مايو 15, 2008 9:24 am

هذا الموضوع هو نبذة عن البعض من مشاهير الفن التشكيلي امثال ليوناردو ديفنتشي وفان قوق....



ليوناردو دافنشيى (1452 ـ1511) كما جاء في المراجع التاريخية – مصور
ونحات ومعماري وموسيقي ومهندس ، وعالم إيطالي ، ولد في فينشي ، وكان ابنا غير شرعي لكاتب عدل فلونسي وفتاة فلاحة ، تتلمذ على فيروشو ، " لودفيكو سفورتا " ، وفي تلك الفترة فرغ من تأليف الجزء الأكبر من كتابة عن التصوير ، ثم بدأ كتابه في الهدرليكا والميكانيكا والجيولوجيا والنبات ، كما رسم بمساعدة تلميذه " امبرجيو " لوحتي العذراء والصخور ثم صور العشاء الأخير ، وفي عام ( 1500) عاد إلى فلورنسا وخدم عند ( سيزار بورجيه ) كمهندس حربي ، كما صور رائعته المشهورة ( الموناليزا ) المسماة كذلك بالجوكندا ، وأخيرا دعاه فرانسوا الأول إلى فرنسا فأقام فيها بقية حياة ، وفي فرنسا تابع بكل سكينة وهدوء بحوثه المتعددة.
لقد تراكمت لدي الباحثين في سيرة ليوناردو أكداس من الأبحاث والمؤلفات والمقالات دبج بعضها لفيف من معاصريه ومعارفه ، وكتب بعضها الآخر من تلاهم من النقاد والكتاب والأدباء على مر العصور وحتى الزمن الأخير .
كان آخر ما صدر من هذه المطبوعات التي تتناول فن ليوناردو وأعماله الخالدة مجلد بالألوان ، وقد تضمن هذا المجلد خلاصة مكثفة لما قيل في ( ليوناردو) منذ نشأته الأولى وحتى أواخر عصرنا الحاضر ، بالإضافة إلى أنه ضم بين دفتيه لوحاته الرائعة التي تنطبق ألوانها على الأصل انطباقا تقنيا جيدا.
جاء في مقدمة هذا المجلد القيم التي وضعها الناقد ( اندره شاستل ) قوله:
- لم يكن أحد ممن أعلام الفن في عصر النهضة عرضه للنقد والتقريظ ، أو المديح والتجريح ، مثل ( ليوناردو دافينشيى ) ولم يكن من المستطاع النظر الى أعماله من زاوية واحدة ، أو على وجه دون آخر.
لقد اطلعنا كلنا ولا ريب على الرسالة التي خطها ( بيرو دانوفالاريا ) وكيل أعمال دوقة ( فلورنسا ) حول أعمال ليوناردو إذ قال فيها:
- ( أن حياة ليوناردو لا تتميز ببعد النظر ، يبدو أنه يعيش يومه فقط ولا يأبه لغده ، لقد جعلت الرياضيات منه رجلا عاجزا عن الإمساك بريشة فنان).
والأغرب من ذلك أن ( ب. كاستيلون ) كتب يقول :
- ( من الطريف جدا أن الرسام الأول في العالم كان يكره الفن ، وقد انصرف إلى دراسة الفلسفة ، ومن هذه الفلسفة تكونت لديه اغرب المفاهيم ، واحدث التصورات ، ولكنه لم يعرف ان يعبر عنها في صورة ورسومه ).
ثم جاء ( فازاري ) الفنان الإيطالي والمؤرخ العلامة ( 1512 – 1574 ) ، فأنصف ليوناردو في مؤلفه الضخم ( أحسن الرسامين والنحاتين والمهندسين) وقدره حق قدره ، ولم يخف إعجابه بأعماله التاريخية وقال على لسان أحد معاصريه : - ( أننا لم نقدر فن التصوير عنده ، كما ينبغي ، كما قدرنا فنونه الأخرى).
ومع ذلك أشار فازاري إلى أن ( ليوناردو ) الذي عاش أواخر أيامه في كنف ملك فرنسا ( لقد أغضب الله والناس لأنه لم يعمل في حقل الفن ، كما يجب أن يعمل إنسان فنان عبقري مثله ).
ويمضي صاحب المقدمة في حديثه فيقول :
- ( عندما نبحث في ليوناردو عن الفنان نجد أنفسنا إزاء رجل علم وتجاه مفكر من الطراز الأول ، وعندما نتطلع إليه كرسام نكتشف أننا أمام مهندس نحات مصمم ، وعندما نصل أخيرا إلى انترسيم عنده كرسم تستوقفنا تجارب النظر يأتي وآياته ، أكثر مما تستوقفنا الصورة بحد ذاتها كصورة.
وعلى هذا وباختصار ، تساءلوا في إيطاليا ولا يزالوا يتساءلون عن المضمون الحقيقي ، والبعد الواقعي في عمل ( ليوناردو ) الفني .
أنه لمن المحال فهمه ، وتفسير إنتاجه وتبيانه بكل يسر وسهوله.
ومن المتعذر جدا على الناقد تحديد الشطر الذي كان ( ليوناردو ) يوليه وجهه ، فهو يجسد في أعماله المعضلات الثقافية غير آبه بأبهة السطوع ، وفي كل خط من خطوطه ، وأثر من أثاره ، نلمس صفاء مشاعره ، وقدرته على التجلي ، وموهبته في ابتكار التحويلات بما يشبه التناسخ.
لقد ولج ( ليوناردو ) الفنان العالمي باب العلوم الفيزيقية ( أو الفلسفة كما دعاها كاستيغليوني ) ، ولكنه جميع معطياته في مجالات المعارف الحيوانية والنباتية والهدروليكية إلى جانب رسومه الرائعة في التشريح وملاحظاته العلمية الأخرى ، لم يكن لها أي تأثير فعال في مجري تاريخ الفكر الإنساني ، كتلك المكتشفات التي قدمها غاليلو وفيسال وهارفي ، وعلي الرغم من أنه خلف لنا كنزا من المعرفة في خمسة الآلف صفحة فانه لم يأت بجديد في مضمار الكشف العلمي أو التقني.
وهكذا ظل ليوناردو رجل الخيال .
أما في مجال الفن فشأنه يختلف عن العلوم ، ذلك أنه أبتدع العديد من الأعمال في النحت وهندسة البناء ، وترك لنا ما يقارب أربعة آلاف رسم تمثل مجموعة على جانب كبير من الإتقان ، بالإضافة إلى بعض النقوش على الرخام ، وبعض الأعمال من الآجر ، وقد اشتهرت أعماله الهندسية والفنية في إيطاليا وفرنسا.
أما في مجال الرسم والتصوير بوجه خاص فهنالك أخيرا الحصيلة الكبرى المتميزة.
تكاد ابتكاراته وتطلعاته وأفكاره لا تعد ولا تحصي ، والروائع التي أنجزها جاءت دقيقة متقنة ، والمؤثرات فيها ذات تفنن بليغ ، عميق ، بحيث أنه يستحيل على أصحاب المدارس الحديثة فهم اتجاهاتها ومراميها البعيدة ، حتى لو جردت من المنظور الشامل لعصر النهضة ، لقد تمكن "فازاري" من توضيح هذا الجانب من عبقرية ليوناردو ، إذ أكد أن صاحبنا بما كان يحمل من مواضيع ، وأساليب في التركيب ، قد تجاوز حدود التقليد ، وتخطي المدارس الإيطالية في عصره إلى حد بعيد ، ولعل خير مصداق على صحة هذا التعليل قول ليوناردو نفسه في كتابه " دراسة التصوير ".
- ( حين يكون عمل الرسام على مستوي حكمه ( أو منطقة ) فيمني ذلك إشارة سيئة إلى هذا الحكم ، وحين يتجاوز هذا العمل الفني الحكم ، فهذا أمر سيئ ، كما لو أن الرسام صاحب العمل معجب بما صنع ).
ولما يتجاوز الحكم العمل المنجز ، ففي ذلك بادرة حسنة ، ولا سيما إذا كان هذا الحكم صادرا عن فنان ناشئ يتطلع دائما نحو الأفضل ، وسيكتب له النجاح والمستقبل اللامع ، وقد ينتج أعمالا قليلة ، ولكنها ستكون و لاريب تحفا ذات قيمة ، وستقف الأجيال التالية مشدوهة أمام ما تتميز به من إتقان ).

* * *
منذ أربعة قرون وأكثر ، والنقاد والكتاب والأدباء والعلماء يعالجون أعمال دافنشي المختلفة بما يفوق ما كتبوا عن ميكلانجلو ورفائيل ، واقتطف فيما يلي بعض فقرات من أقوالهم حسب تسلسلها الزمني :
في عام 1497 كتب ( م. راندلو ) أحد معاصري ليوناردو يقول :
- ( لقد راقبت ليوناردو عن كثب وهو يعمل منذ الصباح الباكر حتى الغروب في رسم صورة " العشاء الأخير ) ، كما يقف على " السقالة " لتبلغ ريشته اللوحة في أعلى الجدار ، وكان ينسى نفسه ، وينسى أن يأكل ويشرب ، وهو منهمك في عمله بلا انقطاع ، ثم يتوقف عن العمل فجأة لمدة يومين أو ثلاثة أو أربعة أيام ويظل واقفا ساعات وساعات ، يطيل النظر إلى رسمه ، ويتأمل فيما بعد ، محاولا الحكم على ما صنع ، وكنت أراه أحيانا وهو يهرع على حين غرة عند الظهيرة ليعاود ما بدأ ، كأن إلهاما هبط عليه ليرتجل الرسم بعدئذ ارتجالا ! ).
* * *
وفي عام 1506 كتب بيرقدار فلورنسا ش. امبوازو في رسالة يقول :
- ( أن مواطنكم المعلم ( ليوناردو دافنشي ) قد خلف من الآثار الفنية الرائعة ، وبخاصة في هذا البلد ( ميلانو ) ما يثير إعجاب من يعرفه بالذات ومن لا يعرفه، أنه ليسرني أن أعترف بأني من أولئك الذين أحبوه ، من خلال أعماله ، قبل أن يتعرفوا عليه ، وأنه لمن دواعي الأسف الشديد أن اسمه ظل مغمورا في مجال التصوير ، نظرا لانهماكه بأعمال أخرى ).
* * *
وفي عام 1528 قال ب. كاستيغيلي :
- ( وهذا الفنان ، ويعني ليوناردو ، الذي يعتبر من أوائل أهل الفن في العالم ، تراه يحتقر الفن الذي سما به ، وينصرف إلى تعلم الفلسفة ، حيث خرج منها بمفاهيم غريبة جدا ، وتصورات جديدة ، ولم تستطيع ريشته بكل ما أوتيت من نعومة أن تصورها).

* * *
وفي عام 1551 كتب س. سرلبيو في " المنظور الحر الثاني " مايلي :
- ( أن منشا النظرية هو الذكاء ، ولكن اليد هي التي تمارس التطبيق العملي ، وبما أن ( ليوناردو ) كان على جانب عظيم من الذكاء فلم يكن راضيا عما يصنع، ولذلك لم تبلغ ريشته مستوي ذكائه ).
* * *
وفي عام 1557 قال دولشي في " الحوار ":
- ( أن ليوناردو يضاهي ميكلانجلو في كل شيء . . . إلا أن روحه العالية لم تكن لترضي بما كان يفعل ).
* * *
وفي عام 1568 كتب الفنان والمؤرخ فازاري :
- ( . . . أن مخلوق لطيف جدا وسماري ( كذا )، لقد حبته الطبيعة بروح سامية ، مكنته من طرق مختلف الأبواب العلمية والفنية ، وكان متفوقا تفوقا ملحوظا ، وكان يعمل مندفعا بفكره وجنانه فأنتج من الأعمال ما لم يستطيع سواه إنتاجه ، وطبع جميع أعماله بطابعه الخاص المتميز بالخير والجمال والعطاء.
هذا ، ومن المعلوم أن ليوناردو ) بدا العديد من الأعمال ، من خلال مسيرته الفنية ، لكنه لم ينجز واحدة منها ، كما تتوق نفسه المتوثبة نحو الأكمل، ذلك لان يده لم تطل خياله الواسع ، وتطلعاته الباهرة ).
* * *
وفي عام 1590 كتب ج.لومارتو يقول :
- ( أن مواضيع دافينشي تنبع من قلب نبيل ، وتصدر عن رؤية واضحة المعالم ، ومن طبيعة إنسان متعلم مفكر ، أوتي من الحكمة ما مكنه من التميز بين الخير والشر ، والنور والظلام.
أنها مواضيع – ولعمر الحق – مثال للفضائل ، أنها المثل العليا.
وكان يري الأخطاء في أعماله في الوقت الذي كان فيه غيره يري في تحفه ذاتها معجزات ‍
وكان لا يميل إلى الإضاءة في الألوان اكثر من اللازم ، ويوفرها لاستخدامها على أحسن وجه ، ولهذا أبرع في تصوير الوجوه والأجسام كما أبدعتها الطبيعة نفسها .
* * *
وفي عام 1649 جاء في كتاب ( أ.بوس ) حول الأساليب المتميزة في التصوير ، الذي صدر باللغة الفرنسية :
- ( . . . تتميز لوحات ليوناردو دافنشي كذا وردت في النص ، بطريقة متكاملة وبألوان متجانسة ، أي أن الأنوار والظلال فيها تذوب بخفة ورشاقة ، ولا تهمل خطوطه أية تفصيلات دقيقة من الجسم ، وهكذا أبدع لنا " الجيوكاندا " و " فلورا " ).
* * *
وفي عام 1666 كتب ( آ. فيلبيان ) في مؤلفه " حياة وتحف أحسن الفنانين القدامى والمعاصرين " ينتقد أعمال ( ليوناردو ) على هواه :
- ( لقد تجاوز في اندفاعه وراء الأفكار العظيمة ، وفي تطلعاته نحو جمال الأشياء حدود الفن ، فخلق وجوها خارقة ، غير طبيعية ، ورسم الأطر الأساسية أكثر فأكثر بسمات من ابتكاره ، وأعتني عناية فائقة بالأشياء الدقيقة ، واسبغ سوادا على الظلال ، الأمر الذي جعل الإضاءة تعكس بروزا يخدع النظر).
* * *
وفي عام 1764 كتب ج. ب. غروسللي في مذكرات حول ايطاليا والايطاليين :
- ( تبدو لي لوحة ( العشاء الأخير ) جميلة ، ولكن جمالها طاغ صارخ ، الأمر الذي لم نعتد على مشاهدة مثله في فرنسا).
* * *
وفي عام 1792 كتب ل. لانزي في " تاريخ إيطاليا " يصف فن ( دافنشي ) على طريقته :
- ( كان ذلك المصور الفذ يرسم بأسلوبين ، الأول مشحون بالظلال التي تنطلق منها الومضات المتضادة ، والتي بتضادها تتميز وتتضح الأشكال البديعة والثاني اكثر ارتياحا وسكونا تصدر عنه ما بين ، وفي كل أسلوب منهما يبرز تفوق الرسام ، ورشاقة اللمسات ، وخفقان الفؤاد ).
* * *
وفي عام 1816 كتب ( غوته ) شاعر ألمانيا الكبير في رسالة له يصف ( دافنشي):
- ( برز ليوناردو العبقري الشمولي في مجال التصوير بوجه خاص ، لقد جمع في خطوطه المتناسقة البديعة كل الملامح الإنسانية ، وبذلك كان مثلا فريدا للفنان.
كان نفاذ بصيرته ينطلق من ثقافة واسعة متميزة ، وعلى الرغم من موهبته الطبيعية كان يتجنب كل قفزة فجائية ، أو اندفاع تلقائي ، فيتزوي – إلى حد بعيد – في كل عمل يقدم عليه ، وفي المعادلات الصافية ، حتى في التشكيل الخارق للأجسام الغريبة المنفصمة ذات المدلولين .
( كان ملتزم بأن يصدر إنتاجه طبيعيا وعقلانيا ).
* * *
وفي عام 1855 قال الكاتب الألماني " بركهاردت " :
- ( انه أكثر واقعية من أسلافه الذين التزموا بالواقعية كدليل على التفوق ، لقد تسامي على الواقعية نفسها وأصبح حرا ، مثله في ذلك كمثل تلك القلة من الفنانين الذين قلما يجود الزمان بمثلهم ).
* * *
وفي عام 1857 نشر " بودلير " شاعر فرنسا الملاك – الشيطان – ديوانه " أزاهير الشر " وفيه يصف ليوناردو وصفا غريبا :
- ( ليوناردو ، ما أنت إلا مرآة مدلهمة ، عميقة الأغوار
تعكس صور الملائك الحسان وعلى شفاههم ابتسامة طافحة بالأسرار
وهم قابعون وراء الظلال في أرض الثلوج والصنوبر الأخضر
ذلكم هو مأواهم أبد الادهر
* * *
وفي عام 1860 جاء في مقال كتبه " دولاكروا " الرسام المعروف في جريدة " الجورنال " قوله :
- ( كانت الطبيعة تجذبه إليها على الدوام ، فيصغي بإرهاف إلى ما تهمسه في أذنيه ، وما تلهمه من أعمال ، ولم يقلد أحدا فيما صنع ، حتى أنه لم يكن راضيا عن نفسه.
إذا نظرت إلى أعظم الرجال علما تجدهم اكثر الناس سذاجة وبساطة وتواضعا ، وهو يستحق في الواقع ما أغدق على قرينيه " انجلو " و " رفائيل " من ثناء وإطراء ).
* * *
وفي عام 1861 كتب آ.أي. ريو في مجلة " الفنون المسيحية ".
- ( أنه الفريد من نوعه بين الفنانين ، لقد أوتي من الصلابة والتسامي ونبل المشاعر والطيب ما جعل موهبته تتفتق عن التو ليفية بين المثالية والواقعية ، لم يسبق ليوناردو أحد في التغلغل بعمق بأسرار العلم.
( ولكن إنتاجه لم يبلغ مع الأسف المستوى العظيم لمفاهيمه ).
* * *
وفي 1866 أشار هـ . . تين في كتابه ( رحلة إلى إيطاليا ) إلى ليوناردو بقوله :
- ( من المحتمل أن لا مثيل له في العالم ، في عبقرية شاملة ، متعددة الجوانب ، وفي روح متوثبة جدا ، وفي نفس لا ترضي بحال ، ولا تقنع بمال ، لقد كان يتطلع إلى الإمام ، على الدوام ، حتى تجاور عصره ، والعصور اللاحقة إلى اللانهاية . . .
أن صورة التي أبدعها تعبر عن تعبر شفافية عجيبة ، أنها حية دائما تكاد تنطق ، فتخاطبها وتخاطبك ).
* * *
وفي عام 1896 وصف ب. بيرنسون في كتابه " المصورون الإيطاليون في عصر النهضة " ( ليوناردو ) بقوله :
( أن ليوناردو رسام فريد من نوعه ، فلا تمس ريشته شيئا إلا وتحوله الى صورة جمالية خالدة ، أنه يبعث في المادة روحا ناطقة ).
* * *
وفي عام 1988 قال الناقد الألماني هـ. ( ولفلين ) :
( تميز ليوناردو بين فناني عصر النهضة باكتشافه السمات الفيزيونومية الخفية أكثر من سواه ، وذلك عن طريق التأملات النابعة من صميم الوجدان، أن الفنان بالنسبة إليه هو العين المتفتحة على العالم ، المتحكمة في جميع الأشياء المرئية ).
* * *
وفي عام 1928 قال الناقد أو. سيرين في كتابه :
" ليوناردو دافينشي " :
- ( كان في باكورة أعماله نحاتا أكثر منه رساما ، أنه فلورنسي حتى العظم ، ولكنه أكثر وعيا وخفه ورشاقة وذكاء.
أن فن ليوناردو ( ظل – بعد أن تحول إلى التصوير – فلورنسيا أصيلا ، ولو أنه بلغ به حدا من التعبير والانسجام والجمال أعظم غني مما عاهدناه في فناني قلورنسا ).
* * *
وفي عام 1934 جاء في دائرة المعارف الإيطالية على لسان آ . فانتوري :
- ( استطاع ليوناردو أن يحتل مكانته اللائقة في عصر النهضة ، ذلك العهد الذي تميز بوحدة الأنشطة الإنسانية ، فكان الفن معناه العلم ، وكذلك معناه حقيقة تنطلق بتقدم الإنسان وترقيه.
لقد وجد ( ليوناردو ) آنذاك هويته الحقيقة ، وبلغ ما بلغه من مجد ، لأنه تمكن بما بذله من جهد أن يجعل الفن الإيطالي فنا شموليا ).
* * *
وفي عام 1951 نشرت مجلة " الفنون " مقالا تناول فيه ش . تولني لوحة " الموناليزا " بالتقريظ جاء قوله :
- ( . . . في الجوكندا يبدو الفرد كمعجزة من خلق الطبيعة ، وفي الوقت نفسه تمثل النوع ، إن هذه اللوحة تتجاوز الحدود الاجتماعية الضيقة لتصبح ذات قيمة عالمية شاملة.
لقد أنجز ( ليوناردو ) هذه التحفة لا بوصفه باحثا ، منقبا ، مفكرا وحسب ، بل كرسام وشاعر في آن واحد ، وفي الوقت نفسه ، ظل الجانب الفلسفي – العلمي ، في مضمونها على غير نسق معين .
ابتكر ( ليوناردو ) في لوحة هذه صيغة جديدة تجمع بين الصورة الأعظم روعة وأبهة ، والأشد حركة وقوة ، وبين الصورة الأكثر شاعريه ، الأمر الذي بز به من سلفه من أهل الفن .
قبل ( ليوناردو ) كانت اللوحات من غير حياة وأسرار ، إذ كان اهتمام الفنانين في عصره منصبا على الأشكال الخارجية ، من غير التفات إلى النواحي الوجدانية والشاعرية النابعة من القلب ، ( أو العقل ) فلا يرى المشاهد في أعمالهم سوى خطوط ورموز.
لقد أنبثق عن ( الموناليزا ) وحدها لغز : إلا وهو لغز الفؤاد الذي لا يدرك.
هذه الشاعرية في الإسرار ما هي في الواقع إلا وليدة الوحدة الضمنية للوجه من المنظر على الأساس ).
* * *
وفي عام 1952 كتب الناقد الإيطالي (ث. باردني ) يقول :
- ( أن الرأي الوحيد الذي نستطيع أن نستخلصه من النصوص المتوفرة لدينا حول ليوناردو كرسام ، هذا الرأي لا تزال تكتنفه الأسطورة الغامضة.
ثمة تفسيران متضاربان ، فالتفسير السيكولوجي لا يشبع فضولنا أكثر من ذلك التفسير التشكيلي الصرف ، لقد توصلوا إلى اكتشاف أن ( ليوناردو ) رجل علم تتلون عنده الاستقرائية التجريبية بالرؤية الكونية الأسطورية ، ومن هذا الجانب حيث تبرز الفتنة الظاهرة في أعماله، ونستطيع أن نقيم العديد من رسومه أو مسوداته ، التي ظلت غير كاملة ، والتي لم تخضع للتجارب التقنية التصويرية الجديدة التعبئة.
وعلى هذا فمن الخطأ اعتبار روائع الأعمال المحدودة التي أنجزها ( ليوناردو ) كبرهان قاطع على أنها من أبدع ما صنع ، وفي الواقع أنه لم يبلغ بها نهاية الأرب ، ولكنه اقترب بها فقط من الصور الشعرية ، التي فاض بها وجدان الرجل دون أن تطول يده لمنحها الشكل الكامل ).
* * *
وفي عام 1966 كتب الناقد ( كلاستيلونكو ) مقالا شبه به لوحة ( البشارة ) التي أبدعها ( ليوناردو ) بالمدينة الطوباوية التي خطط لها ( توماس مور) .
حسب منطقه – بأشجارها وأنهارها ، ودروبها وسواقيها ، وصخورها وقصورها ، وألوانها وأجوائها ، وبنورها وظلالها وقال :
- ( لعل مناظر الريف الفلمنكي هي التي أوحت إليه بها ).
- وقال : ( أن المنظر فيها يعكس النور انعكاسا سويا منسجما انسجاما تاما مع الإضاءة ، أضف إلى ذلك ما ينطق به هذا المنظر من تذوقات رفيعة غنية بالقيم الفنية.
أنظر إلى الصخور التي تلفحها أشعة الشمس – في الجهة اليسرى – حيث ترتفع الجبال إلى يمن المدينة .
ثم إلا يلفت نظرك تلك الذري الشاهقة ، وما ترمز إليه من عهود سحيقة ، وتأكل في الطبيعة ، وتفجر من باطن الأرض ؟
أنها الذري ذاتها التي برزت خلف ( الموناليزا) .
* * *

saber

المساهمات : 125
تاريخ التسجيل : 14/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى